أثر وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب الكويتي: دراسة ميدانية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 الأستاذ بقسم الصحافة كلية الآداب ـ جامعة الكويت

2 الأستاذ المساعد بقسم النقد والأدب المسرحي وعضو مجلس إدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ـ الكويت

المستخلص

أولت دولة الكويت اهتماما كبيرا في تنشئة وبناء المواطن الصالح إيمانا منها بأن الشباب هم أمل الغد ومستقبله المشرق، فعملت غلى تحصين الأفراد وخاصة فئة الشباب من التأثر بالقيم الدخيلة والعادات الذميمة، وذلك من خلال تنمية الوعي وتعزيز مبادئ المواطنة والانتماء لديهم وتنمية قدراتهم لجعلهم داعما لمسيرة العمل والبناء ودفع عجلة التقدم، وقد جاءت دعوات وتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لتؤكد هذا الاهتمام في الكثير من المناسبات، ومن ذلك قوله: "إن أغلى ثرواتنا هم أبناؤنا، وأفضل استثماراتنا الاستثمار في تنمية قدراتهم ومهاراتهم، فهم محور أي تنمية وغايتها ووسيلتها، والتنمية الحقة هي التي تتخذ من الإنسان محوراً ومن العلم سبيلاً ومن الإخلاص دافعاً، وأكبر أمنياتي وتطلعاتي بناء الإنسان الكويتي وتنمية قدراته، ليكون قادراً على بناء و تنمية وطنه.
إن الكويت هي الوطن والوجود والبقاء والاستمرار، وعلينا أن نكرس حياتنا من أجله، وأن نكون قلباً واحداً في السراء والضراء، وأن نحميها ونصونها، وألا نجعل المنافع الذاتية والمصالح الشخصية تملأ تفكيرنا وتسيطر على عقولنا، وأن تغمر نفوسنا المحبة والتآلف، وأن نحسن الظن ببعضنا البعض.
ولم تكن دعوة سمو أمير البلاد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لعام 1427 للهجرة إلا دليلا على قدرته على استشراف المستقبل وشاهدا على الرؤية الحكيمة التي يتمتع بها، فها هو يقدم لنا درسا جديدا من خلال دعوتنا للاهتمام بالشباب، فكأنه حفظه الله ورعاه كان يرى الحاضر ويستشعر الأحداث التي تدور على الساحة الإقليمية الآن في وقت مبكر.
ونحن على الإيمان راسخ ويقين بأن أفراد المجتمع الكويتي يتمتعون بحس وطني وولاء منقطع النظير، وقد ترجم على أرض الواقع من خلال الأزمات التي تعرضت لها الكويت منذ سنوات سبقت نشأة الدولة بكثير، حيث ما زالت قصص أسوار الكويت تروى شاهدة على لحمة أهلها وتكاتفهم في الدفاع عن أرضها وتاريخها عبر القرون الماضية، وما زال نجاح الكويتيين في مواجهتهم للأطماع الخارجية، ففي القرن الماضي شهدت الكويت معارك ومواجهات عديدة منها معركة الجهراء 1920، ومطالبات قاسم 1961، ثم حرب الصامتة وصولا إلى الغزو الصدامي الغاشم 1990، تذكرنا بعشقهم للكويت وولائهم لأهلها وقيادتها، وما زال صدى مؤتمر جدة الشعبي يتردد بآذان شعبنا الأبي يذكر بتجديد البيعة لأسرة الصباح وشرعيتهم بعد أن قدم أهل الكويت الغالي والنفيس في مواجهة المحتل الغاشم، ورغم أننا لم ننس كل ما قدمه الكويتيون دفاعا عن أرضها، إلا أننا ندرك بأن الانفتاح الذي تسبب به التطور السريع لوسائل الاتصال والتواصل فتح الباب على مصراعيه للتأثر بالآخرين، وتبني البعض قيما وعادات دخيلة لا تمت إلى المجتمع الكويتي بصلة، فكان من شأنها أن تحدث نوعا من الفتور الوطني لدى بعض الأفراد، وأصبحوا يميلون إلى تحقيق المصالح الفردية بعيدا عن الجماعة، وهو أمر غاية في الخطورة، ويستلزم اتخاذ خطوات سريعة لتحصين الأفراد من التأثر بقيم وعادات وتقاليد لا تتناسب مع مورثنا الديني والاجتماعي والوطني، في ظل ما تشهده منطقتنا من ظروف استثنائية، تتمثل في ثورات الربيع العربي وظهور الجماعات المتشددة والمتطرفة  التي تعمل على التفرقة والفتن من خلال استقطاب الشباب لتنفيذ غايات دنيئة وتحقيق مصالح شخصية وفئوية ضيقة.
وحرصا من وزارة الإعلام التي دأبت على متابعة وتنفيذ توجيهات سمو أمير البلاد المفدى ارتأت إجراء هذه الدراسة للوقوف على أكثر الوسائل تأثيرا في تدعيم الحس الوطني وتعزيز الهوية ومبادئ الانتماء والولاء لدى أفراد المجتمع عامة والشباب بشكل خاص، فباشرنا بالعمل مع مؤسسات الدولة المختلفة  (إدارة مركز الابحاث بوزارة الدولة لشؤون الشباب، الإدارة المركزية للإحصاء، قسم الإعلام بجامعة الكويت)، كما تمت الاستفادة من البيانات البحثية المختلفة من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات واللجنة العليا المنظمة لفعاليات الملتقى العالمي (رواد التواصل الاجتماعي في العربي-2015)، وذلك للوصول إلى بيانات تكون قاعدة لدراسة تفصيلية حول استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي، ودراسة مناطق تأثيرها للتعرف عليها بشكل يعزز جهود الدولة في مخاطبة الشباب الكويتي والتعامل مع اهتماماتهم المختلفة.

الكلمات الرئيسية