استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التوعية الدينية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدير معهد إيجات/ مصر

المستخلص

مما لا شك فيه أن التقنيات الحديثة اليوم بلغت درجة كبيرة من التقدم، وهي تستخدم لأغراض متعددة سواء كانت تلك الأغراض مشروعة أو ممنوعة، وصار الكل يتفنن في عرض ما لديه سعياً للتأثير في الآخرين، ومن المجالات الطيبة التي استخدمت فيها تلك التقنيات الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، بهدف تذكير المؤمنين بدينهم، ودعوة غيرهم إلى الإيمان بالله – عز وجل- المعبود بحق، اتباعا لأمره سبحانه: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } (النحل:125)، وقوله سبحانه: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } (فصلت:33).
ومن هذا المنطلق تأتي أهمية استخدام التقنيات الحديثة في إرساء المفاهيم الدينية الصحيحة ونشر ثقافة الدين الإسلامي الوسطي المعتدل.
واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في الخطاب الديني ونشر المعلومات الدينية الصحيحة علي شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لسهولة التواصل مع كافة المراحل العمرية
ومن أهم وأبرز التقنيات الحديثة هي تقنية الذكاء الاصطناعي.
تعريف الذكاء الاصطناعي:
في علم الحاسبات يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي (AI) إلى أي ذكاء شبيه بالإنسان يتم عرضه بواسطة الكمبيوتر أو الروبوت أو أي جهاز آخر. وتعريف الذكاء الاصطناعي الشائع يشير إلى قدرة الحاسوب أو الآلات على محاكاة قدرات العقل البشري والتعلم من الأمثلة والتجارب والتعرف على الأشياء وتعلم اللغة والاستجابة لها، واتخاذ القرارات وحل المشكلات والجمع بين هذه القدرات وغيرها.
ويفترض بهذه القدرات أن تؤهل الحاسوب أو أي جهاز آلي لتأدية وظائف يقوم بها الإنسان مثل التأكد من مصدر الفتوي أو الإجابة على الاستفسارات الدينية والمقارنات الفقهية وغيرها من العلوم الشرعية، وبعبارة أخرى الذكاء الاصطناعي هو مزيج من العديد من التقنيات المختلفة التي تمكن الآلات من الفهم والتصرف والتعلم بذكاء يشبه الإنسان.
بشكل عام من المتوقع أن تكون شبكة الانترنت أو منصات التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة للواقع الافتراضي هي المرجع للعديد من الشباب المسلمين لمعرفة أمور دينهم وحياتهم ويجب أن تمتلك الدول الإسلامية والمرجعيات الإسلامية الأصيلة كمجمع البحوث الإسلامية وجامعة الأزهر ودار الفتوي المصرية وغيرها من المؤسسات الإسلامية التي دورها الاساس حماية الشباب المسلم من الأفكار المتطرفة وترسيخ الوعي الديني الصحيح؛ ولذلك يجب امتلاك التقنيات الحديثة للدعوة؛  وذلك باستخدام مزيج من الروبوتات والذكاء الاصطناعي المصمم حسب الحاجة، وسوف تستفيد نسبة كبيرة ومتزايدة من المؤسسات الدينية من استخدام الروبوتات التي تتسم بالاستمرارية والمرونة، كما سيستفيد الفقهاء والأئمة والدعاة أيضا من تقنيات الذكاء الصناعي بنفس الدرجة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية