شهدت السنوات الأخيرة طفرة متسارعة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج وتقديم المحتوى الرقمي، لا سيما في المجالات الوثائقية ، حيث أسهمت هذه التقنيات في إعادة تشكيل أساليب السرد القصصي الرقمي وجعلها أكثر وضوحًا وتفاعلية وجاذبية. يهدف هذا البحث إلى دراسة أثر توظيف الذكاء الاصطناعي في السرد الوثائقي الرقمي، وتحليل علاقته بتحسين تجربة المستخدم من حيث التفاعل، سهولة المقروئية، والقدرة على التذكر. اعتمدت الدراسة على منهجين متكاملين: الأول ميداني شمل عينة من 200 طالب إعلامي لقياس آرائهم تجاه المحتوى الوثائقي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والثاني تجريبي طبق على 40 طالبًا قُسموا إلى مجموعتين (ضابطة وتجريبية) لمقارنة التفاعل مع نسختين من فيديو وثائقي، إحداهما تقليدية والأخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي. أظهرت النتائج أن الذكاء الاصطناعي قد عزز التفاعل، وحسّن وضوح النصوص، وزاد من قدرة الطلاب على تذكر المعلومات، مقارنة بالنسخة التقليدية. وتخلص الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل إضافة نوعية في تطوير السرد الرقمي وتحسين تجربة المستخدم في البيئة الإعلامية الرقمية المعاصرة.