الحرب الرقمية

المؤلف

عميد كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال جامعة السويس

المستخلص

تسعى هذه الورقة البحثية للتعريف بمجال الحرب الرقمية، هذا المجال الناشئ الذي تتزايد أهميته، وله تأثير كبير على جميع جوانب السياسة المعاصرة والمجتمع والثقافة. إنه مجال عالمي بطبيعته، شديد الحساسية للتطورات المعاصرة ويهتم بالتغيرات التكنولوجية المستمرة وتأثيرها.
وتُفهم الحرب الرقمية على أنها الطرق التي تحول بها التقنيات والوسائط الرقمية كيفية خوض الحروب وتجربتها وعيشها وتمثيلها والإبلاغ عنها ومعرفتها وتصورها وتذكرها ونسيانها.
وهو مجال تتقاطع فيه بحوث الاعلام الرقمي مع بحوث ودراسات تقنية الحروب والصناعات العسكرية الرقمية. وتتداخل فيه بحوث العمليات العسكرية ودارسات الحرب مع دراسات الفن والسياسة والعلاقات العامة والدراسات الاجتماعية والثقافية. وتشارك فيه بحوث التاريخ والجغرافيا مع علوم الاثار.
وتكشف الدراسة عن تاريخ وتطور مفهوم الحرب الرقمية وتتبع مجموعة من استخدامات التكنولوجيا الرقمية في الحروب والصراعات المعاصرة التي بدأت بحرب الخليج عام 1991، التي غيرت التطورات التكنولوجية في مرحلة ما بعد فيتنام وأسست نموذجًا جديدًا للإدارة العسكرية والإعلامية التي أصبحت وثيقة الصلة. وتكشف كيف تم تطبيق هذا النموذج في كوسوفو (1999)، أفغانستان (2001) والعراق (2003)، ومع ثورة الويب 2.0، تعطلت هذه السيطرة المعلوماتية وأتاحت التقنيات الرقمية الجديدة لأي شخص أن يكون منتجًا إعلاميًا مما ادي إلى ظهور نمط جديد من "الحرب التشاركية"، كما يظهر في غزة والعراق وسوريا وغيرها من الأحداث السياسية الكبرى في الآونة الأخيرة، مثل أحداث 11 سبتمبر والحرب على الإرهاب وما بعدها.
وتكشف الدراسة أخطر جانب من جوانب هذه الحرب وهو الحروب الاهلية الرقمية التي تستخدم الفروق الاثنية والدينية والثقافية والاجتماعية لإثارة الجميع ضد الجميع في مناطق الصراعات المستهدفة. بتوظيف جديد لأساليب الحرب النفسية القديمة واستهداف مجتمعات كاملة وليس الجيوش فقط.
وتعرص الدراسة استراتيجيات الحروب الرقمية الجديدة وتقدم أبرز تكتيكات الدفاع في هذه الحرب، وتشير الى مفاهيم الاحتلال الرقمي والمقاومة الرقمية والاستقلال الرقمي.

الكلمات الرئيسية